"المنتدى العربي للبيئة والتنمية" منظمة غير حكومية تحاول حشد جهود الخبراء والمجتمع المدني والمؤسسات الحكومية والإعلام للوصول إلى حل لمشاكل البيئة في العالم العربي. وقبل أسابيع من افتتاح مؤتمر المناخ العالمي في كوبنهاغن، نشرت هذه المنظمة في بيروت تقريرا عن نتائج التغير المناخي في العالم العربي تبين فيه أن دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من بين المناطق الأكثر تضررا من هذا التغير وأقلها استعدادا لمواجهة هذا التطور.
دلتا النيل تحت مستوى البحر

وفي هذا السياق يؤكد الخبير أن "دلتا النيل تزداد انخفاضا مع الوقت" وينتقد عدم وجود مؤسسات مختصة أو خبراء لمواجهة هذا الأمر ويقول "نحن بحاجة إلى مراكز إقليمية ومؤسسات وطنية لرصد المعطيات وتحليلها. كما نحتاج إلى خطط لمواجهة هذا الخطر".
خطر على المياه والإنتاج الزراعي

هذا وقد تعهد وزراء البيئة العرب بتحضير خطط إقليمية ووطنية للتخفيف من آثار التغير المناخي، إلا أن الإجراءات الاحتياطية في العالم العربي لتفادي الآثار السلبية لتغير المناخ محدودة حتى الآن. وباستثناء تونس والمغرب والجزائر التي أقامت مشاريع لتحويل الطاقة الشمسية والرياح إلى طاقة كهربائية، وباستثناء أبو ظبي التي خططت لمدينة خالية من الانبعاثات الغازية، لم تبذل حكومات الدول الأخرى في هذا الإطار مجهودا يذكر.
تزايد الوعي الشعبي
الجدير بالذكر أن استطلاعات الرأي أظهرت أن الوعي الشعبي في المنطقة أكبر من وعي الساسة العرب، إذ تشير هذه الاستطلاعات إلى أن 93 في المائة من السكان يجدون أن الاحتباس الحراري يشكل خطرا على الوطن فيما وجد 50 في المائة أن الدولة لا تهتم بالمشكلة بشكل كاف. ويعتقد نجيب سعد من "المنتدى العربي للبيئة والتنمية" أن "هذه الاستطلاعات ستساعد في زيادة الضغط على الحكومات".
هذا وتبدو الإجراءات التي اتخذتها الدول العربية قبيل انعقاد المؤتمر المناخي الدولي في كوبنهاغن غير كافية أمام التحديات المطروحة والحاجة الماسة لحلها. ويعود السبب بحسب رأي المنظمات غير الحكومية إلى عدم رغبة الدول المنتجة للنفط بدعم الطاقة البديلة لأنها تشكل خطرا على تجارة النفط. ولذلك انتقدت المنظمات غير الحكومية المملكة العربية السعودية التي تعتبر من أكبر الدول المصدرة للنفط لأنها تفرض مصالحها على قرارات الجامعة العربية.
النفط ليس مياها للشرب

ولم يأت ممثل عن المملكة العربية السعودية إلى بيروت للمشاركة في المؤتمر. أما ماجد المنصوري وهو مدير هيئة البيئة في إمارة أبو ظبي فهو يعترف ولو بطريقة دبلوماسية بضرورة اتخاذ إجراءات في هذا الصدد، مشيرا في ذات الوقت إلى وجود اختلاف في وجهات النظر بين هذه الدول لها خلفيات سياسية حسب رأيه. هذا ويرى المنصوري أن على الدول المصدرة للنفط التي تواجه اختلافا في وجهات نظرها أن تتخذ منحى آخر، في حين يشكك في أن تتوصل قمة كوبنهاغن إلى نتائج مهمة.
منقول من موقع دويتشه فيله
الكاتب: منى النجار/ لينا هوفمان
مراجعة: طارق أنكاي
0 التعليقات:
إرسال تعليق
تتم مراقبة جميع التعليقات قبل نشرها للحفاظ على النظام. الموافقة على نشر تعليق معيّن لا تعني الموافقة على محتواه. جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد).